آلة البيانو
البيانو
تعدّ آلة البيانو إحدى الآلات الموسيقيّة الوتريّة، التي تعودُ إلى القرن الثامنِ عشر، حيث المخترعُ الإيطاليّ كرسيتوفرد، وتعني البيانو المشتقة من اسم مخترعها بالإيطالية (بيانو فورتا) الليّن والشدّ، ويتكوّن البيانو من عدة أجزاء: جسم خشبيّ كبير يقوم بتثبيت حامل الأوتار، كما يتكوّن من صندوق طنين، وآليّة المطارق و طبقتين من المفاتيح ذات اللونيْن الأسود والأبيض، أي ما يقاربُ 88 مفتاحاً، بالإضافة إلى الدوّاسات.
يقومُ مبدأ عمل البيانو على الضّغط من خلال الأصابع على مفاتيح البيانو، والتي تقوم بدورِها بدفّ المطرقة المتصلة تلقائيّاً بثلاثةِ أوتار وبالتالي ضرْب الأوتار، هكذا ينتجُ الصوت، نتيجةً للتشابه في مبدأ العمل بين البيانو وآلة القانون الشرقيّة، من خلال اهتزاز ثلاثة أوتار مشدودة، فإنّه ساد اعتقادُ أنّ آلة البيانو هو تطوّر عن شكل قانون.
ظهر خلال الحقبة الزمنيّة لتطور آلة البيانو ثلاثة أنواع: كان منها البيانو القائم، والبيانو الفخم، والبيانو الكهربائيّ، وتختلف الأنواع الثلاث في الشكل، والحجم، والأغراض المستخدمة من أجلِها، وغالباً ما يعتمدُ حجم البيانو على مكان الاستخدام، مثل القاعات، والحفلات أو المنازل.
اختراع البيانو
اختُرِع البيانو في عام 1700م، من قبل الإيطاليّ بارتولوميو كريستوفوري الذي ولد في عام 1655م في عائلة ميديشي، يُعتبر شغف بارتولوميو في تصميم أدوات لوحة المفاتيح السبب في صناعة البيانو، حيث أنشأ عام 1720 أول بيانو، وأطلق عليه اسم (pianoforte)، حيث قرّر اختراعه حتى يتمكّن من العزف والانتقال بين المستويات الديناميكيّة، حيث يقوم هذا الاختراع على مبدأ الضغط على مفتاح، وهذا المفتاح يضغط على مطرقة تضرب سلسلة من المفاتيح التي تنتج الصوت.وقد تمّ اختصار اسم (pianoforte) إلى اسم البيانو في وقتنا الحاضر، ويقسّم الصوت الناتج من البيانو إلى قسمين، وهما: في حال ضغط العازف على مفاتيح البيانو بقوة، فينشأ صوت ديناميكي عالٍ يُدعى (بالإنجليزية: fort)، والثاني إذا ضغط العازف على المفاتيح بشكل خفيف، فينتج صوت موسيقيّ لين يُدعى (piano).
مميزات البيانو
يعتبر بارتولوميو كريستوفوري (1655-1731) صانع البيانو القيثاريّ الذي يتميّز بقدرته على نقل الصوت من خلال ضغطة واحدة على المفاتيح بعكس الأنواع الأخرى من البيانو، وكانت هذه النوعية من اللمسات المشتركة مع لوحة مفاتيح كلافيتشورد، ولكن كلافيتشورد كان أكثر حساسية في النغمة، كما أنّ التغيير الجميل في نغمات وصوت البيانو أدّى إلى زيادة حجم البيانو تدريجيّاً، وبحلول عام 1800م حلّت هذه الآلة محل الآلات القيثاريّة وآلات المفاتيح، بالإضافة إلى أنّ أول الملحّنين الذين كتبوا للبيانو، هم: باخ، وموزارت، وهايدن، وكليمنتي، بالإضافة إلى أنّ الكثير من الأعمال الأدبية منذ القرن التاسع عشر، تضمّنت أعمالاً لبيتهوفن، وتشيرني، وشوبان، ومندلسون، وليزت وغيرهم الكثير الذين استخدموا المؤثّرات الخاصة بالبيانو في أعمالهم.البيانو الحديث
قامت العديد من الشركات في مطلع القرن العشرين من صناعة وتصميم لفائف خاصة بالبيانو تتميّز بقدر كبير من الدقة، حيث ساعدت هذه اللفائف على إعادة عرض أداء العديد من الشخصيّات البارزة، مثل: ألفريد كورتوت، وكلود ديبوسي، وجورج جيرشوين وغيرهم الكثير، كما ساهمت في استنساخ العروض وحفظها في سجلات الفونوغراف، بالإضافة إلى أنّها ساعدت في جذب اهتمام الملحّنين، بسبب قدرتها على تصميم مقطوعات موسيقية طويلة، ولكن يشار إلى أنّ شعبية البيانو القديم قد نقصت؛ بسبب الانتشار الواسع للراديو والفونوغراف منذ عام 1930م.
